حكاية السمحة بت الأربعين
========================
داير أحكي ليكم عن حكايات السمحة بت الأربعين
عن حكايات زول مبشتن بالو شين
مدفون هناك بين نخلتين .. وشكلو مدفون مرتين
ساب البلد قبال سنين .. إغترب شان يبني بيت ..
شان يبقى زي عبد المعين .. الرغم هوان الغربة الضاقو
ورغم عذاب الزمن الماسخ .. جاي سمين
و إتزوج مرتين
وفارق بيت الطين
عن إذنكم داير أحكي ليكم قصة الموج و البحر
و أحلام مهند في السفر
و أنا جاي من شاطئ البحر .. شايف الملح فوق كل شيء ..
حتى فوق وش البشر ..
داير أحكي ليكم عن جزيرة مسّورة .. مكسّوة بي كثبان ذرة ..
زي قمرة في صورة مرة .. بي صفاتها منورة
واقفة في شمس الصباح مشفوعة بالزين والعديل .. مزدانة حلوة معطرة
موكب ندى .. أحلى حنة أصادفها .. كل البيوت متلاصقة فيها ملاطفة
نهر الضحك ما جف يوم و لا عاندت سحب المحنة الوارفة
باب الضيوف ما اتسد يوم .. بركات شيوخنا الزادو لينا المعرفة
يوم تجي .. تلقى الكرم .. تلقى العلم ..
تلقى الوزير تلقى الفقير .. تلقى المعلم والصغير ..
عايشين سواء في الحلوة و الشين والسمح ..
عامرات قلوبهم مترفة .. كيل القمح ما كَلّ يوم ولا شافو يوم العاصفة
نخلات تبين .. فوق الجبين .. غرة صلاة
ليلهم شليل .. صفقة ورقيص .. ضحكهم حلا
فجرهم صلاة .. فوق كل شينة معاك ملأ
مكان ما تقبل ضحكة تواسي .. أي مآسي .. للزمن القاسي
يخليك ناسي ..
**
عصرية يوم ..
نامت جفون لحظة غضب
إتوسدت غصن التعب
و ما عاد صحو ..
و مغربت ..
و النومة طالت و إتمددت
كبت عواصف البهدلة
دفق عليك من جار قفاك المهزلة
و في ذات صباح
الشمس أبت المروق .. وأبت السحب الممطرة
لما الوليدات سافرت .. والخوازيق امطرت لتيق وكثرة جرجرة
لما العوالم الفينا صارت سمسرة
لما المصايب الجاتنا بعد القرقرة
الخلاوي إتهدمت .. و المآذن دنقرت
ماتو الشيوخ .. راح الذكر .. و صبحت صلاتنا مكسرة
و جات الليالي المسخرة .. بالبلاوي مشفرة
بين النخيل و الأسورة ..
داير أحكي ليكم قصة الحوش الكبير .. الناس الكتار
والعيشة نار ..
عبد الله شقيان بالنهار .. عبد الله يحلم يبقى زي كل الكبار
عبد الله شايل فاسو في وسط الخضار
عبد الله يسأل و يتكئ .. ينزل من القوز و الرمال
عبد الله مسكون بدوار .. نفس السؤال
وينو الفرق بين الحرام و بين الحلال ؟
نفس السؤال .. هو البيزرع وهو البيقلع ..
و الكبار قاعدين كبار
و نفس السؤال .. و الحمار بفضل حمار
عبد الله سار ..
ثم فكر ثم دار .. ثم صنقر ثم دنقر ثم قرر
إنو يتزوج بنية زيو هو ..
بنية تلعب هودنا
و تسأل بلهفة و دندنا
ما شبعت يا جنا
ما رقصت مع الغنا
ما رضعت من الهنا
يا هودنا
بنية تكبر زينا .. فنانة تبهر حيها
بنية تشرق و تنتشر زي شمس تدينا دايما ضيّها
بنية غير كل البنات ..
وكت الآذان .. وكت الرقيص .. جوة التكل .. وكت المشي
هي الأولى ديمة في كل شيء
قومي بدري و أخدمي بدري و صلي بدري
و الله ما بتنقدري
الوصيّة الفي أضانها .. المضمخة بي غنانا
السمحة دايما مشتهانا
عبد الله قال في نفسو هوي يا ولد ..
هي الحليوة الفي البلد .. كم ماتو فيها الناس كمد
كل العيون مفتونة بيها المذهلة .. تشتهيها و تسألها
و الكبار سادّين منافذ اليوصلّها
عبد الله قام وقّف مراكب الدهشة شال باقي الكلام
و الشوق دفر ..
يا عمي هوي .. داير البنية المرمرية ..
بخطبها وداير وحاتك أغني ليها و أشرفها
تعرفني زين و أنا بعرفها
عبد الله ما قد دق باب .. ما حس بي نظرة عتاب
ولهان و منتظر الجواب .. منتظر قولة حباب
عمو ما إتكلم سكت .. عمو حدق في البعيد والشوق بهت
تاني عدت الكان خمد ؟
العَبَرة وقفت في الحلق .. و شهقت كما رئة البلد
عمو حدق في البعيد .. شاف نفسو شايل شتلتين
و أبوه في الحوش الكبير .. و الدم كتير
و الخنجر المسموم على صدر الحمد .. كيف إنغمد
الناس كتار والدم مرصع بالخضار و الكل جمد
سعدية بت الحاج حمد سمحة و أصيلة و ست بلد
واقفة و تكورك في الرجال و ما لاقية رد
سعدية زعلانة و مشت
و الكل سكت
سعدية شافت كم طريقة شان بيها تكتشف الحقيقة
لكن وقت مات المؤذن و الإمام
و انتشر صوت الحرام
سعدية عارفة وموقنة .. الباع زوجتو شان حوجتو
كيفن يواجه عالم الناس الكبار الإشترو
و الباع البلد زي بيع جريد ..
نفس القبيل قناهو للزول الذليل
كيفن يكون مرق البيرجع مئذنة
و يلعب مع الزمن الجميل ألعاب شليل وهودنا
صاب الحكومة سهم الذهول
لا لوم سؤال لا صوت عويل
كل الخيول الراكضة مكتومة صهيل
مين الكتلو ؟ ليه إنكتل ؟
ما سمعت بي صوت البطل
ما سمعت بي موت البطل
**